dr.bondq Admin
عدد المساهمات : 70 تاريخ التسجيل : 12/06/2009 العمر : 33
| موضوع: مارادونا المدرّب.. أسطورة من ورق 16/6/2009, 13:58 | |
| مارادونا المدرّب.. أسطورة من ورق https://2img.net/r/ihimizer/img507/8085/30808.jpg 1 مارادونا.. لن ينجح مع منتخب التانغو
لا أحد ينكر أنّ دييغو أرماندو مارادونا هو الأسطورة الأولى، واللاعب الذي لن يتكرّر في لعبة كرة القدم، حتى أعداءه يقرّون بذلك. لكن، يبدو أنّ مارادونا المدرّب سيطمس معالم هذه الأسطورة، ويُنسي الجميع ذلك الفتى القصير، الذي لم تنجب ملاعب كرة القدم لاعباً مثله، حتى وإن كثُر خلفاءه المزعومون.
مشكلة مارادونا المدرّب ليست بالنتائج المخيّبة التي يتعرّض لها منتخب الأرجنتين، ولا بالخسارة التاريخيّة العريضة التي لقيها راقصو التانغو على أيدي البوليفيين بسداسيّة، في لاباز، بل أنّ المشكلة تكمن في غياب روح التانغو، وغياب المتعة التي اعتدنا أن نراها في مباريات المنتخب الأرجنتيني، رغم المتعة الكبيرة التي خلّفها أفراد "عصابة مارادونا" مع أنديتهم هذا الموسم، وهو ما يجعلنا نجزم أنّ المشكلة ليست في اللاعبين، رغم غياب عددٍ منهم، وإنّما هي مشكلة مارادونا المدرّب.
مارادونا لم يرتقِ بعد لعقليّة المدرّب، فهو ما زال يفكّر بعقليّة اللاعب الذي تصيبه الغيرة من نجاحات زملائه، وحبّ الجماهير لهم، وهو ما يمكن أن تجسّده حادثة إبعاده لريكيلمي، وإصراره على أن لا تكون شارة الكابتن لخافيير زانيتي، حتى مع غياب ماسكيرانو، فهو منح القيادة لجبراييل هاينزه، وعند استبداله أعطالها للمخضرم خوان سيابستيان فيرون، الذي أراد باستدعائه أن يُنسي الجماهير إبداعات ريكيلمي، ولكن هيهات، فجماهير البوكاجونيورز التي تعشق مارادونا حتى الثمالة، شتمت هذه الأسطورة على مرأى من الجميع، عندما تجرّأ على استبعاد ريكيلمي من تشكيلة منتخب الأرجنتين؛ لأنّ الجماهير تعرف بأنّ مارادونا هو الماضي وريكيلمي هو المستقبل. لذا فإن تصرّفات مارادونا هذه تدلُّ حقيقة على أنّه لا يريد لنجم أن يخطف محبّة الأرجنتينيين منه.
وتعظم المشكلة أيضاً عندما يصرّ الأسطورة على تجاهل لاعبين بارزين في تشكيلة التانغو، فاستيبان كامبياسو، ولوتشيو غونزاليس، وغونزالو هيغواين، ورودريغو بالاسيو، ووالتر صامويل، وفابريستو كولوتشيني، وماورو زراتي، وحتى الشاب الأعجوبة دييغو بونانوتي بالإضافة إلى ريكيلمي وزانيتي، وقيامه أيضاً باستدعاء لاعبين ليسوا على سويّة عالية كفيرون وهاينزه وغوتيريز، كلّ هذا يعني أن مارادونا لا يملك الحسّ الكافي كمدرّب، على الرغم من أنّ التشكيلة التي بين يديه ليست سيّئة ويستطيع من خلالها عمل الكثير، وأستطيع أن أجزم بأن اللاعبين الأرجنتينيين المميزين على مستوى الأرجنتين وأوروبا والعالم أجمع، قادرون على تشكيل منتخبين بنفس السويّة، إن لم يكن أكثر، فكيف لمارادونا أن لا يُحسن اختيار التشكيلة ويستبعد الركائز الأساسيّة منها؟
نهج آخر يسير عليه الأسطورة أدّى إلى فقدان روح المتعة لدى نجوم التانغو، فإصراره على تغيير التشكيلة في كلّ مباراة، وطرق لعبه الغريبة - وأؤكد هنا بأنّها (طرق) وليست طريقة واحدة – أفقد اللاعبين التركيز والتألق على طريقة واحدة، فمنذ متى يلعب المنتخب الأرجنتيني كل مباراة بطريقة، وهو المنتخب الذي عرفناه بطريقة (5 – 3 – 2)؟ ومنذ متى يلعب المنتخب الأرجنتيني مدافعاً للحفاظ على التعادل أو خوفاً من الهزيمة؟ وأيُّ زمن هذا الذي تفتقر فيه الأرجنتين لوجود هدّاف يصطاد المرمى، وهي التي خرّجت كبار الهدّافين في العالم، أمثال جابرييل باتيستوتا وكلاوديو كانيجيا، وماريو كمبس وغيرهم؟ أليس من العار أن يبقى مارادونا يصرّ على إشراك نسيبه (سيرجيو ليونيل أغويرو) في مركز قلب الهجوم وهو ليس مكانه الحقيقيّ، ويغفل عن استدعاء زاراتي وهغواين وسيء الحظ هيرنان كريسبو، الذي لازمته في السنوات الأخيرة عقدتي المدرّب المتعجرف والإصابات.
سؤال أخير أودّ أن أطرحه في مقالي هذا، ولن أجد له جواباً؛ كيف يكلّف الاتحاد الأرجنتيني مساعد مارادونا، وصاحب الإنجاز الأهمّ خلال السنوات الماضية المقفرة سيرجيو باتيستا، صاحب ذهبيّة أولمبياد بكين، بمرافقة منتخب الشباب في بطولة وديّة (بطولة تولون الدوليّة بفرنسا)، وهو الذي يحتاجه في استحقاق تصفيات كأس العالم الأهمّ، في حين أنّ باتيستا لم يكلّف بقيادة المنتخب الشاب ذاته في استحاق أهمّ مطلع هذا العام الحالي أدّى إلى فقدان منتخب التانغو بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم للشباب، التي يحمل لقبها؟ فهل هو إيعاز من مارادونا كي لا يخلفه باتيستا الذي أثبت علوّ كعبه؟
بقي أن نشير إلى أنّ الاتحاد الأرجنتيني كان مخطئاً من الأساس في اختيار مارادونا كمدرّب، وتركه لمدرّبين يتمتّعون بسمعة عالية، ككارلوس بيانكي ومارسيلو بيلسا المتألق مع تشيلي، فمارادونا لا يملك الخبرة الكافية لقيادة منتخب كبير، بل كان الأجدر به أن يحضّر نفسه لمثل هذه المهمّة من قبل، بأن سعى لامتلاك الخبرة التدريبيّة بقيادته لفرق محليّة، حتى وإن كانت صغيرة، أو بقيادته لمنتخبات الفئات العمريّة، كما فعل خوسيه بيكرمان، وألفيو باسيلي، ومارسيلو بيلسا، أو حتى قبوله بمنصب مساعد مدرّب لمدربين كبار، درّبوا المنتخب.
مارادونا.. لا أعتقد بأنّك ستنجح في قيادة الأرجنتين إلى الأمجاد التي غابت منذ أن غبت أنت كلاعب، لكنّني لن أطالب بإقالتك، فالحق يُقال بأنك لم تأخذ بعد الفرصة الكافية، ولكن كن أكثر واقعيّة، وارتقِ لعقليّة المدرّب، وابتعد عن الشخصانيّة، فأنت تدرّب منتخب الأرجنتين، وأنت الأكثر معرفة ماذا يعني هذا المنصب هناك، وتخيّل ولو لمرّة واحدة أنّ الأرجنتين ستكون خارج نهائيات كأس العالم، بينما الذين يخشونها يتواجدون هناك في جنوب إفريقيا.... راجياً أن يخيب ظني هذه المرّة.
[img]https://2img.net/r/ihimizer/img507/8085/30808.jpg[/img] | |
|