يشكل محمد أبو تريكة - 31 عاما - مهاجم الاهلي والمنتخب المصري حالة جماهيرية خاصة تعيد للاذهان الجيل الذهبي للكرة المصرية، وذلك بفضل تألقه وموهبته على الرغم من انه أمضى نصف مسيرته الكروية مع فريق متواضع نسبيا هو الترسانة قبل ان ينتقل للاهلي في يناير من عام 2004.
نجح ابو تريكة بعد سبع سنوات قضاها في الترسانة في تحقيق حلمه وهو اللعب للفريق الاكثر جماهيرية والقابا في مصر، لكن قدومه الى الاهلي في البداية لم يكن عاملا مساعدا لان الاخير كان يعاني تذبذبا في مستواه ، وسرعان ما اثمر التعاقد مع ابو تريكة نجاحا على صعيد البطولات، فاستطاع النجم الجماهيري الجديد الفوز بجميع الألقاب الممكنة مع فريقه، بما فيها دوري أبطال إفريقيا (2005 و2006 و2008) فضلا عن المشاركة مرتين في بطولة اندية العالم وقيادته الاهلي لاحتلال المركز الثالث فيها بتسجيله هدفي اللقاء امام فريق كلوب اميركا المكسيكي.
في المقابل، صنع المهاجم الموهوب لنفسه إسما على المستوى الدولي بتسجيله خمسة اهداف في المباريات الست الاولى له مع منتخب الفراعنة.
تصف الجماهير المصرية بشكل عام والاهلاوية بشكل خاص ابو تريكة بأنه رجل المناسبات الكبرى ، فإضافة الى فوزه مع منتخب بلاده بكأس افريقيا عام 2006 في مصر، وتسجيله ركلة الترجيح الحاسمة في مرمى كوت ديفوار في المباراة النهائية ، عاد أبو تريكة وكرر الامر بعد عامين بتسجيله هدف الفوز في مرمى الكاميرون ، وهو الهدف الذي ساهم باحتفاظ مصر باللقب الافريقي.
كما سجل اللاعب هدفا رائعا في مرمى النجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2005، وآخر حاسما في الدور النهائي للسنة التالية امام الصفاقسي التونسي حيث كان الأهلي على وشك فقدان اللقب القاري ايابا في القاهرة، بيد أن أبوتريكة سجل هدفا تاريخيا سيبقى خالدا في تاريخ كرة القدم المصرية بتسديدة "على الطائر" من خارج منطقة الجزاء وفي الوقت بدل الضائع بينما كانت الإحتفالات التونسية قد انطلقت ليؤمن فوز فريقه ذهابا وإيابا 2-1.
شارك ابو تريكة منذ انتقاله للاهلي في جميع مبارياته تقريبا وسجل اهدافا في الكثير من المناسبات المحلية والخارجية، وكان لافتا اختياره ضمن فريق اصدقاء رونالدو عام 2005 الذي واجه فريق اصدقاء زيدان في المباراة السنوية لمكافحة الفقر وسجل هدفا فيها.
ورشح أبوتريكة لجائزة أفضل لاعب في القارة السمراء مرتين عامي 2006 و2008، لكنه حل ثانيا عام 2008 خلف التوغولي ايمانويل اديبايور مهاجم الارسنال الإنجليزي.
وفي هذا العام، عانى النجم المصري الأمرين بسبب الإصابة التي تعرض لها في ركبته وأبعدته 3 أشهر عن الملاعب ما أثر على مستواه ولياقته البدنية ومع ذلك سجل 10 اهداف للاهلي في الدوري محتلا المركز الثالث في ترتيب الهدافين.
يؤكد اللاعب انه جاهز لبطولة القارات في جنوب افريقيا، وانه تعافى من اصابته، وللتأكيد على الامر سجل ابو تريكة هدف المنتخب المصري في مباراته الودية مع نظيره العماني نهاية الشهر الماضي، ويعتبر ان الفراعنة قادرون على مقارعة اقوى المنتخبات رغم ظروفهم شرط تكاتف جميع اللاعبين والاستماع لتوجيهات المدرب حسن شحاتة.